القائمة الرئيسية

الصفحات

 قصة السكين و الطماع


كان هناك رجل جشع للغاية مشهور بحبه التعدي المستمر على الآخرين ، لذلك اجتمع سكان المدينة التي يعيش فيها هذا الرجل للتحقيق في أمره واختيار ما الذي سيفعلونه به ، وفي النهاية اختاروا إبعاده نهائيا عن البلدة وطرده منها ليتخلصوا من ظلال حقده وأفعاله الفظيعة ، ذهب الرجل المفترس إلى بلدة أخرى وهناك أيضا سبب اضرارا كتيرة لاهلها  حتى تم طرده منها مرة أخرى ، ثم ذهب الرجل في تلك اللحظة إلى بلدة أخرى كان فيها شيخ فطن معروف بحنكته وبصيرته ، ذهب الرجل إلى هذا الشيخ وطلب منه أن يعطيه أرضًا في هذه البلدة ، فأعطاه الشيخ ما اراده، وبعد فترة ليست بطويلة انتهك حقوق الجيران وسبب لهم العديد من المصائب.


ذهب السكان إلى الشيخ وطلبوا منه أن ينتقم من هذا الرجل الطماع وأن يعوضهم عن المصائب الجسيمة التي حلت بهم. فكر الشيخ الفطن لبعض الوقت وبعد ذلك قال لهم: عندي إجابة تنقذنا من هذا الرجل وظلاله ، لكن اتركوني أدير الأمر بطريقتي الخاصة ، ثم طلب أن يأتي الرجل إليه فجاء الرجل ، فقال له : تعال إلي غدًا بعد الفجر بقليل ، وطلب من أفراد البلدة القدوم ، وعندما ذهب الرجل إلى لجنة الشيخ الحكيم ، قال له أمام الأفراد: إني أطلب منك أن ترجع إلي كل فرد حقة  لأعطيك هذا النصل وتذهب به ولك من هنا إلي المكان الذي سوف تضع به هذه السكين ملك لك على أن تعود قبل الغسق.


وافق الرجل على شرط الشيخ وأخذ النصل الذي أعطاه إياه ، ثم ذهب في تلك المرحلة إلى بلدة مرتبطة بالصحراء وسط صدمة أفراد المدينة من اختيار الشيخ وطلبه الغريب ، ذهب الرجل يحاول سريعًا الوصول إلى أبعد نقطة يمكن تصورها قبل حلول الظلام حتى يعطيه الشيخ كل هذه الاراضي ويتحول إلى ملكه ، وبعد كل مسافة يتوقف ويرى أن ما غطاه ليس كثيرًا ، ثم يتحرك بسرعة للوصول إلى أبعد نقطة.


جلس الأفراد ينتظرون الرجل حتى حل المساء ولم يعد. فسؤلوا الشيخ عن منطقته. قال لهم: ما عندي فكرة سنبحث عنه في بداية اليوم. في بداية اليوم ، بدأ أفراد البلدة مع الشيخ في البحث عن الرجل وبعد مسافة كبيرة للغاية وجدوه ميتًا وما زال النصل في قبضته. قال الشيخ: ألم اقل  أنني سأعتني بحقوقكم وأحرركم من ذلك الرجل؟ إنه رجل جشع لا يكتفي ابداً بما في قبضته ، وعندما ذهب ، راى أن كل مسافة يقطعها قليلاً ، ويسعى للحصول على المزيد حتى مات.


حكمة القصة

 أتمنى أن نفهم أن هذه الدنيا فانية ، ولا نعرف متى سنموت ، لذلك لا يوجد سبب مقنع للاستمرار في النهم أو السعي وراء الملذات التي يمكننا التخلي عنها.

تعليقات

العناوين