في 18 من شهر مارس من سنة 1984 كان " كاتسوهيسا ايزاكي " رئيس شركة صناعة حلوى اليابانية "ايزاكي غليكو " يستمتع بحمام في منزله في أوساكا ثم فجأة هاجمه مسلحان مقنعان اقتحما منزله و قاما باختطافه و هو عاري و في يوم التالي وصلت رسالة تطالب شركة " ايزاكي غليكو " بدفع فدية قدرها مليار ين و مئة كيلوغرام من الذهب و هو ما يعادل عشرة مليون دولار في يومنا هذا و لكن بعد يومين و قبل دفع الفدية تمكن " كاتسوهيسا ايزاكي " من الهرب...
تمكن " كاتسوهيسا ايزاكي " من الهرب بعد ان فك نفسه من الرباط وكسر باب المستودع حيث كان محتاجزا وفي طريقه صادف موظفان في السكك الحديديه واللذان ساعده في الاتصال بالشرطه ولكن ورغم هربه إلا ان المختطفين لم يستسلموا وتوجهوا للخطه الثانيه حيث اعلنوا انهم يريدون فديه قدرها 480 الف دولار والا فسيقمون بتسميم حلوى الغليكو بحمض السيانيت ومن اجل جعل الامر اكثر واقعيه فقد تسلل بعضهم إلى مقر الشركة و أشعلوا النار في جهه من المصنع وعلى الرغم من كل ذلك فلم تتمكن الشرطه المحليه من الوصول الى من يستهدف الشركة.
و خلال التمانينيات لم يكن من الممكن ان تحبط ايه قضيه تحقيقات الشرطه حيث بحسب الاحصائيات فان الشرطه اليابانيه تعتبر فعالة للغايه في سنه 1983 تم حل نسبه 97.1 في المئه من قضايا القتل ونسبه 55.3 من السرقات بالمقارنه مع الشرطه الامريكيه التي استطعت في نفس السنه حل نسبه 73.5 من جرائم القتل ونسبه 17.3 من السرقات، ولكن عدم قدرتهم الوصول الى الساعين وراء شركه غليكو كانت نقطه فشل في محيط انجازاتهم حيث نشرت احدى الصحف اليابانيه المسماه " بيوماري " اقتباسا في اولى الصفحات قائله "لم نذكر قط يوما جعل فيه المجرمون رجال الشرطه يبدون بشكل احمق ولسوء حظ الشرطه فقد اصبح تحت ضغط رهيب للغايه" وفي 08 أبريل من نفس السنه تلقت احدى الصحف عده رسائل والتي سيبلغ عددها اكثر من 100 رساله من الجنات خلال تلك السنه ونصف السنه التاليه فكانت معظم الرسائل تشير الى الاستهزاء من الشرطه بل حتى انه قرروا مساعدتهم في حل القضيه فقد جاء في احدى الرسائل ما يلي "الى شرطه الغبيه هل انتم اغبياء بالفعل؟ يمكنكم الامساك بنا الى اذا كنتم تعانون من اعاقه ما سنقدم لكم بعض التلميحات" ومن بين تلك التلميحات كان قولهم ان الاختطاف فقد جاء من الداخل ولربما هنالك افراد من مصنع الشركه متورطون في الامر كما اضافوا انهم قد استعملوا سياره رماديه في الإختطاف، كما اخبروا الشرطه عن اسم المحل الذي يشترون منه احتياجاتهم اليوميه وقبل ان يقولوا في رساله اخرى "اذا لم تستطيع امساكنا رغم هذه التلميحات فانتم مجرد لصوص ضرائب" ثم اضافوا قائلين هل نقوم بخطف رئيس الشرطه لكي تعرفوا من نحن؟
استمرت رسائل افراد العصابه وذلك سعيا منهم لجذب انتباه عامه الناس كم ساعدتهم الاخبار وباقي الصحف في نشر تدويناتهم على نطاق واسع وكانت كل رساله جديده تحمل تلميحا جديدا مثل بوابه المستودع حيت كان كاتسوهيسا محتجزا بل حتى الالة المستعمله في كتابه الرسائل وفي النهايه تم التوصل الى المستودع وقد وجدت به اشياء كانت اغلبها مسروقه ولا يوجد اي دليل على المشتبه بهم، و لكن إستطاع احد المحققين ومن خلال اللهجه التي كتبت بها الرسائل التوصل الى ان صاحبها من مدينه اوساكا وعلى الرغم من ان تلك الاضافه كانت مهمه الا انها لم تساعد في التوصل الى هويه افراد العصابه، ثم بحلول شهر يونيو فقد بدا افراد العصابه يشرون الى انفسهم في الرسائل باسم "الوحش ذو الواحد والعشرين وجها" في اشاره الى قصه للاطفال سنه 1936 للكاتب الياباني"إيدوغاوا رامبو" بعنوان الرجل الغامض ذو 20 وجها و هي قصة عن لص يقوم كل يوم بشيء لجذب انتباه الصحف والشرطه وهو بارع في التنكر لدرجه انه لا يمكن توقعه ولا يمكن تحديد هويته الحقيقية و بمرور الوقت كانت عدة رسائل تصل للشرطة عن نوايا العصابه في سرقه شيء ما او مكان معين كما كان يتم في الرساله يتم ذكر الشيء المستهدف و تاريخ و توقيت السرقة ولم يعرف اي شخص سبب صراحه المجرمين فلا ربما لانهم لا يريدون لعب لعبه غير عادله.
بحلول شهر سبتمبر من عام 1984 فقد بدأت شركة حلوى يابانيه اخرى تحت اسم "مورينجا اند كوباني" تتلقى رسائل اهبتزازا تقول بان شركه ستتكبد خساره كبيره في حال عدم التوصل بمبلغ 410 الف دولار وبحسب الشرطه فان الشركه لم ترسل الفديه اطلاقا وفي يوم الثامن من شهر اكتوبر تلقت الصحف اليابانيه رساله التاليه "الى كل امهات اليابان في الخريف تكون الشهيه مفتوحه للغايه وتكون الحلويات لذيذه ولكن مهما كانت جاذبيه الحلوى فلا تشتري واحده من مورينجا لاننا اضفنا نكهه خاصه وهي نكهه صيانات البوتاسيوم المر بالاضافه الى انها تحتوي على سم" واختتمت الرساله بانهم قد ارسلوا 20 صندوقا الى كل المتاجر من هاكاتا الى طوكيو، وبحلول يوم التالي تم العثور على تلك الحلوى في جميع محلات البقاله باليابان مع ملصق مكتوب به خطر الصيانيت وقد تم اختبار كل الحلوى الموجوده بالمنطقه قبل ان يجدوا 18 صندوقا فقط وفي الواقع كان صندوقا باحد المحلات التي تبعد بضعه امتار فقط عن منزل " كاتسوهيسا ايزاكي " ومن حيث إختطف ومع استمرار البحث والتدقيق تم التوصل الى ان هنالك عددا قليلا من الحلوى وبفعل التحذيرات فلم يقم اي شخص بتناول او شراء الحلوى ذلك اليوم، ثم باستمرار البحث فقد وجدت رساله اخرى تقول انه في المره القادمه سيكون هناك 30 صندوقا من الحلوى الفاسده والتي لن يتم الاشاره اليها مثل هذه المره وفي
الاسبوعين التاليين تم تكليف حوالي اربعين الف ضابط بالبحث في محلات الحلوى ورغم ذلك لم يتم العثور على اي شيء.
وباستمرار البحث عثر المحققون على فيديو من كاميرا مراقبه يعود الى يوم السابع من اكتوبر و من خلاله تم رصد شخص ذو شعر مجعد وقبعه باسبول رصدته الكاميرا يقوم بوضع شيء في الرف حيث وجدت الحلوى المسمومه في وقت اللاحق وهو الذي اصبح يعرف باسمي رجل الفيديو بعد عدم القدره على التعرف على هويته وبالاضافه الى الفيديو فقد بدات الشرطه اخيرا تحلل مجموعه من المكالمات الهاتفيه التي تم التوصل بها سابقا لمن يطلق عليه الوحش ذو الواحد والعشرين وجها حيث كانت احداها مكالمه جديده والتي يسمع من خلالها صوت طفل وامراه وشخص خلفهما يامر الطفله بان يقول بانه يجب ترك اموال الفديه خلف مقعد محطه الحافلات الى ان تلك المكالمات لم تصفر عن ايه اعتقالات وبحلول الشهر مارس من سنه 1985 اي بعد مرور سنه على اول عمليه اختطاف فقد تم ارسال رسائل تهديد لاكثر من واحد وثلاثين شركه للحلوى عبر اليابان حتى ان الفاعلين كانوا في بعض الاحيان يقومون بإشراك شركتين في فديه واحده ولكن الغريب في الامر انهم لم يستلموا في اي مره تلك الاموال فقد كانوا يعلمون ان الشرطه ستكون في انتظارهم حتى انه في احد الرسائل من الوحش فقد تم اعلام ممثلين شركه غليكو للحلوى على انهم سيتلقون مكالمه بالقرب من احدى محطه الشاحنات فتوجه رجال الشرطه الى المكان مرتدين ازياء مدنيه ولكن لم تصل اي مكالمه على الاطلاق قبل ان تصل رساله اخرى الى الشرطه التي اخبرهم الجنات من خلالها على انهم ليس مغفلين فقد كانوا يعلمون ان الرجلان الذين قدموا الى المكان من الشرطه.
في الثانيه عشر من اغسطس من سنه 1985 اي بعد مرور عام ونصف على اول إختطاف فقد أعلن الوحش على انه سيتوقف، و وفقا للشرطه الوطنيه اليابانيه فقد تلتقت اكثر من 28,000 مكالمه خلال الفتره الممتده من ظهور العصابه الى نهايتها وانه قد تمت الاستعانه باكثر من 130 الف ضابط خلال نفس الفتره بالاضافه الى اكوام من الرسائل.
وبالوصول الى نظريات فان اول نظريه طرحها بعض المحللين قالوا ان السيد " كاتسوهيسا ايزاكي " له يد في تكوين ما سمي بالوحش ذو الواحد والعشرين وجها وهي نظريه التي سندت الى حادث تصميم حلويات شركه مورينجا بينما تلقت شركة غليكو تهديدا فقط ، و على الرغم من ذلك فانه و بعد ان اعلن الوحش عن سعيه لتسميم حلوى جليغو في البدايه فقد ادى ذلك الى انهيار تلك الشركه واغلاقها لفترة وجيزه بسبب نقص الطلب وزياده العرض كما تم تسريحه ثلثي موظفي الشركه ان ذاك .
بينما تمحورت النظريه الثانيه حول ان وراء الوحش ذو الواحد والعشرين وجها يكمل شخص يريد الانتقام من الشركات الغذائيه اليابانيه حيث و في سنه 1955 اي قبل 30 سنه ارسل الوحش اول رساله له وبعدها تم تسميم الحليب الجاف الذي يتم تصنيعه في شركه موريناغا حيث يحتوى مسحوق الحليب على سم الزرنيخ و بحلول يونيو من سنه 1956 فقد اصيب اكثر من 12 رضيعا و توفي 138، بينما تواصلت شركه موريناغا الى تسويه مع اسر الضحايا ولكن في تقرير سنه 1969 أشار الى ان ضحايا شركه موريناغا من الاطفال قد استمروا في المعاناه من امراض ذات صله غذائيه ومن هنا كانت حمله الوحش ذو الواحد والعشرين وجها ، فبعد مرور سنوات اصبح الاطفال الذين اصيبوا بتلك الامراض في سن الثلاثين والاربما على استعداد للانتقاد من شركه مورينجا التي جعلت طفولتهم صعبه في حين اشار اخرون الى انه في حال كانت هي الحمله الحقيقيه للوحش من خلال استهداف شركه موريناكا فانه في الواقع قد استهدف الصناعه باكملها بدل شركه موريناغا فقط.
بينما النظريه الثالثه كانت هي انه في الواقع يوجد شخص يدعى" مانابوا ميازاكي " متورط الى حد ما في القضيه حيث و في شهر نوفمبر من سنه 1984 وبعد حادث الحلويات المسمومه بالصيانيد فقد تم ارسال ما يقارب المئه مليون الى افراد العصابه في كيوتو وقد راقبت الشرطه المكان قبل ان يتم رصد شخص حمل الحقيبه ورغم تتبعه لم يتم القبض عليه وقد تمكن رجال الشرطه من الوصول الى السياره التي كان يقودها والغريب في الامر انه قد العثور على التالكي-والكي الخاص بالشرطه فقط بداخل السياره وفي شهر يناير أصدرت الشرطة رسما تخطيطيا للمشتبه به لدرجه ان والدة ميزاكي قد اعتقدت انه هو ، و الغريب في الامر هو انه والدته كانت تعيش في مدينه أوساكا كما تم البحث في سجل مانابوا و تم التوصل الى انه كان في اعمال مناهضه للشرطه في الكليه، وبينما إعتقدت السلطات انها قد وصلت الى طرف الخيط إلا أنه لم يتم توجيه أي تهمة رسميه لمزاكي حيث لم يتم العثور على اي دليل مباشر يربطه بالواقعه كما ذهب الى حد كتابه مذكرته الخاصه يصف فيها حياته الاجراميه وقد تم اصدار الكتاب مونو وقد كان الغلاف الخارجي للكتاب يحمل صوره الرسم التخطيطي للمشتبه به الذي توصلت اليه الشرطه اثناء محاولته تعقب نيازاكي ورغم انه اعترف بجرائم اخرى في الكتاب فان ميازاكي لم يشر الى ان الشرطه كانت تطارده على خلفيه تلك الاحداث وفي النهايه اكسبه الكتاب اكثر من 100 مليون ين ، و حتى بعد تقدم القضية فلربما كان التحدث عن ارتكابه لجرائم في كتابه اشاره الى التباهي بانه هو المجرم رغم انه لم يصرح بذلك في الكتاب بشكل واضح.
بعد مرور عام على إختطاف " كاتسوهيسا ايزاكي " قد اعلنت وزاره الزراعه اليابانيه عن انخفاض استهلاك الحلويات في جميع انحاء البلاد بالنسبه 10% كما عانت الشركات من خسائر في المبيعات ربما وصلت حتى 60% وفي النهايه افلت الوحش ذو الواحد والعشرين وجها من العقاب وحتى معا انتهاء قانون التقادم فلم يتقدم أحد للاعتراف بالجريمه لتظل تلك القضيه بدون حل وتظل هوية الفاعل غامضه.
تعليقات
إرسال تعليق